في الأيام الأخيرة كان الجيش الإسرائيلي يستعد لإعادة احتلال قطاع غزة. هذه الخطة التي وافقت عليها الولايات المتحدة أيضًا،(١) تُشير إلى المأزق الذي وصلت إليه مخططات الكيان الإسرائيلي السابقة للسيطرة على قطاع غزة. توصلت الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي إلى هذه الخطة الخطيرة بعد فشلهما في تحرير الرهائن اليهود وفشلهما في التفاوض مع حماس، وعلينا أن نرى كيف سيتم تنفيذ هذه الخطة الإجرامية في الأيام المقبلة. سنتناول في هذا المقال بعض السبل لمواجهة خطة النظام الإسرائيلي الإجرامية:
ضرورة الضغط الدبلوماسي المنظم
يجب على دول العالم اتخاذ التدابير اللازمة لتفعيل دور مجلس الأمن والجمعية العامة فورًا،(٢) واتخاذ إجراءات عملية أكثر فعالية، من خلال إيجاد إجماع عالمي بدلًا من الإكتفاء ب الإدانة اللفظية، لمنع الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني في خطته لاحتلال غزة. لقد أقرت الدول الأعضاء الشعارات الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، وعدم تنفيذها يُمثل عدم صحة هذه المبادئ المعترف بها عالميًا.
فرض عقوبات تستهدف المحتل وتشكيل تحالف للضغط الاقتصادي
إنّ سياسة العقوبات المباشرة ضد المسؤولين المُتورطين في التخطيط لاحتلال قطاع غزة قد تزيد من تكلفة هذا العمل الوحشي. باستخدام هذه الاستراتيجية ستواجه الشركات والمنظمات والأفراد المُتورطين في خطة الاحتلال والاستيطان عقوباتٍ شديدة من دولٍ حول العالم، وهذا سيُسبب مشاكل عديدة لمستقبل العلاقات الاقتصادية في هذا المُجتمع وستكون سياسة احتلال غزة مُكلفةً جدا على مُخططي ومنفذي هذه الاستراتيجية وقادتها.
كما يُمكن من خلال زيادة التعاون بين الدول المتضامنة أن تقلص أو تضعف علاقاتها الاقتصادية مع النظام الإسرائيلي وذلك سيؤدي إلى زيادة تكلفة تطبيق إجراءات النظام المحتل. هذا الإجراء ولو مؤقتًا قد يكون مُفيدًا في الضغط الاقتصادي على الكيان.
المتابعة القانونية والدولية
يجب بذل جهد قانوني لوقف عدوان النظام الصهيوني واحتلاله لقطاع غزة من خلال إيجاد إجماع دولي وإحالة قضية احتلال غزة إلى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. و يُعد انتهاك اتفاقية جنيف وارتكاب جرائم حرب من أبرز سمات عدوان النظام على قطاع غزة(٣)، والذي سيتصاعد إلى أعلى مستوى مع خطة احتلال هذا القطاع بالكامل. يمكن للمحامين المحايدين دوليًا رفع دعوى قضائية ضد النظام الصهيوني من أجل أخذ حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم. يمكن للجانب القانوني لملاحقة جرائم النظام أن يوفر مادة إعلامية ضرورية لوسائل الإعلام العالمية المحايدة، حيث سيتم الكشف عن أبعاد جرائم النظام من خلال الاستشهاد بالقضايا القانونية.
حشد الرأي العام العالمي
يمكن أن يكون التخطيط لإطلاق حملات إعلامية واجتماعية، هو استراتيجية لجعل أفعال النظام مكلفة(٤) من خلال مواكبة الرأي العام والضغط على النظام على المستوى الدولي، مثل الحملات الإعلامية التي أُطلقت في أوروبا لتسليط الضوء على مجزرة وإبادة قطاع غزة، وقد يؤدي احتلال قطاع غزة إلى مجازر جديدة واسعة النطاق، ويجب على الرأي العام العالمي إصدار التحذيرات اللازمة للنظام الصهيوني قبل وقوع هذا الحادث. بفضل هذا التحرك والمطالبة العالمية يُؤمل أن يُؤدي فرض تكلفة سياسية وجيوسياسية على النظام الصهيوني لإيقاف هذه الخطة، ومنع وقوع إبادة جماعية جديدة في قطاع غزة. يجب أن يصبح احتلال غزة خطًا أحمر للرأي العام العالمي ويمكن تحقيق هذا الهدف عبر وسائل الإعلام العالمية.
الخلاصة
ينبغي القول إن معظم دول العالم تعتبر أفعال النظام في غزة إجرامية، بل وتعترف بإدانتها لهذا الحدث في وسائل إعلامها، لكن في الواقع لا تُقدم هذه المواقف أي فائدة تُذكر للجانب الفلسطيني، وتُقال كما لو كانت تهدف فقط إلى تخفيف ندم الدول التي تدّعي حماية حقوق الإنسان. يجب على دول العالم اتخاذ إجراءات عملية أكثر لنيل حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم. إن الرأي العام العالمي ينتظر إجراءات عملية، ولن تُثني الإدانة اللفظية المُجردة عن خطة احتلال قطاع غزة. لقد أظهر نتنياهو أنه سيستخدم العنف ضد أي شخص ذي نفوذ، لكنه ضعيف وعاجز أمام ضغط الرأي العام العالمي والمحلي، وهذه المسألة قد تفرض عليه ضغوطات باتجاه تغيير استراتيجية الاحتلال.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال