المستقبل السياسي والأمني ​​للنظام الصهيوني بعد اتفاق وقف إطلاق النار
2084 Views

المستقبل السياسي والأمني ​​للنظام الصهيوني بعد اتفاق وقف إطلاق النار

شهدنا في الأسابيع الأخيرة اتفاق وقف إطلاق النار بين النظام الصهيوني وحركة حماس، وقد أثار هذا الأمر تساؤلات عديدة حول مستقبل فلسطين المحتلة. فبعد إعلان وقف إطلاق النار، الذي أُجبر على قبوله تحت ضغط الولايات المتحدة والدول العربية، اضطرت حكومة نتنياهو إلى الانسحاب من قطاع غزة والعودة إلى الأراضي المحتلة. وقد أثار انتهاء الحرب مع حركة حماس خلال الاتفاق المذكور حالات أخرى من المشاكل العديدة التي تواجهها حكومة نتنياهو. هذا المقال يتناول دراسة المستقبل السياسي والأمني ​​للنظام الصهيوني ما بعد الحرب.

الضغط السياسي الدولي على حكومة نتنياهو:
بعد هجوم النظام الإسرائيلي على قطر والذي جاء في خضم محادثات السلام مع حماس وكانت ونتيجته أن ضغطت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية على نتنياهو للدعوة إلى وقف إطلاق النار في فلسطين المحتلة، أثار هذا الأمر تساؤلات حول حكومة نتنياهو المتطرفة والتي أدت إلى نهايةً الأعمال الحربية. هذا الضغط السياسي الدولي، إلى جانب القوانين التي سنّتها بعض دول العالم لإعلان إبادة جماعية في فلسطين المحتلة ومقاطعة النظام في مختلف الأوساط (الثقافية والرياضية وغيرها)، يتزايد بطرق عديدة مما سيُنظر إليه كوسيلة للضغط على سياسات النظام العدوانية المستقبلية في المجالات الأمنية في منطقة غرب آسيا.

ضغط الكنيست على حكومة نتنياهو:
قبل عملية 7 أكتوبر كان لدى نتنياهو العديد من القضايا المفتوحة في المجال القضائي وفي هذا الصدد مارس برلمان النظام والأحزاب المعارضة لحكومته ضغوطًا غير مسبوقة على نتنياهو للاستقالة. ورغم ذلك ومع الوضع الأمني ​​للكيان خلال عملية طوفان الأقصى، تمكنت حكومة نتنياهو من خلق جو غير مسبوق من الرقابة السياسية داخل الأراضي المحتلة عن طريق قمع المتظاهرين بذريعة مشاكل النظام الأمنية. بعد انتهاء وقف إطلاق النار ستتاح الفرصة لمعارضي نتنياهو في البرلمان للضغط عليه للاستقالة من منصب رئيس الوزراء. وبشكل عام ووفقاً لاستطلاعات الرأي المتاحة يعتقد العديد من المستوطنين أنه ينبغي إجراء انتخابات جديدة ونظراً لقضايا نتنياهو المفتوحة فإن موقفه من حكم المستقبل غير واضح للغاية.

ضغط عسكري مضاعف على الكتلة الغربية وتراجع دعم الجيش الإسرائيلي:
نظرًا للدعم العسكري الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة والدول الأوروبية للجيش الإسرائيلي خلال العامين الماضيين، والذي يقدره بعض المحللين بأكثر من 30 مليار دولار، فإن دعم الكتلة الغربية للنظام مستقبلًا سيتأخر ويتقلص، لأن الجبهة الغربية في ظل الحرب في أوكرانيا والوضع العسكري غير المستقر فيها، ستعطي الأولوية لتسليح أوكرانيا مما سيضعف أمن الجيش الإسرائيلي على المدى القصير. بالإضافة إلى أوكرانيا تُولي الولايات المتحدة اهتمامًا خاصًا لقضية تايوان وإذا توتر الوضع في شرق آسيا فيجب أن تكون قادرة على الدفاع عن حليفها ضد الجيش الصيني المدجج بالسلاح. كل هذه القضايا ستسلط الضوء على إمكانية تقليص الدعم الأمني ​​والعسكري للنظام على المدى القصير.

الوضع المُعقّد للجيش الإسرائيلي:
مع الخسائر الهائلة التي مُني بها جيش النظام خلال العامين الماضيين، والتي تُشير بعض الإحصائيات إلى مقتل أكثر من 1100 جندي، ازداد الوضع تعقيدًا بالنسبة لقادة النظام العسكريين. بعد وقف إطلاق النار أُتيحت فرصة لإصلاح هذا الوضع المُزري لجيش النظام، وهذه العملية تُشكّل خطرًا على حكومة نتنياهو المُتطرفة لأن أساس حكومته يقوم على العدوان العسكري على دول أخرى، ومع هذه الحالة النفسية المُزرية لجنود النظام التي نشأت خلال العامين الماضيين ستكون الحلول أمام حكومة نتنياهو العدوانية أكثر صعوبة بل شبه مستحيلة.

الخلاصة
ينبغي القول، بعد أن أبرم النظام الصهيوني وقف إطلاق النار مع حركة حماس، أُعيد فتح العديد من القضايا السياسية العالقة للنظام والتي ظلت مغلقة في السنوات السابقة بسبب الوضع الأمني ​​في الأراضي المحتلة. هذا الوضع مُكلفٌ للمستقبل السياسي للنظام على المدى القصير. وعلى الصعيد الأمني ​​والعسكري، ونظراً للمعادلات الدولية وإمكانية تقليل دعم النظام من قبل الجبهة الغربية فإن وضع الحكومة الصهيونية قاتلة الأطفال يواجه بعض الشكوك وعلينا أن ننتظر نتائج هذه العملية في الأشهر المقبلة.


أميرعلي يگانة
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال