تقرير هآرتس يكشف معلومات سرية عن حرب الأيام الاثني عشر
133 Views

تقرير هآرتس يكشف معلومات سرية عن حرب الأيام الاثني عشر

في أعقاب حرب الأيام الاثني عشر بين إيران والنظام الصهيوني، كشف تقرير استقصائي جديد لصحيفة هآرتس وهي إحدى أبرز وسائل الإعلام الإسرائيلية، حقائق صادمة حول هجمات الصواريخ الإيرانية وأداء أنظمة الدفاع الإسرائيلية. وخلافًا للادعاءات الرسمية للكيان باعتراض معظم الصواريخ بنجاح، أفاد التقرير بوقوع ما لا يقل عن عشر إصابات غير مؤكدة وكذلك أشارت إليها مصادر أمريكية.

إن الكشف عن المعلومات السرية له تداعيات عميقة على فهم الجمهور لفعالية أنظمة الدفاع الإسرائيلية، والثغرات الاستخباراتية والأمنية في الهيكل العسكري للنظام، والتكاليف الدفاعية الباهظة، وفي نهاية المطاف زيادة المصداقية الاستراتيجية لقدرات إيران الصاروخية.

التشكيك في نجاح أنظمة الدفاع الإسرائيلية
لطالما ادّعى النظام الصهيوني أن أنظمة الدفاع، مثل القبة الحديدية، وحيتس، ومقلاع داوود، قادرة على تحييد أكثر من 90% من الصواريخ والطائرات المسيرة. لكن تقريرًا لآفي شرف وبار بيليغ في صحيفة هآرتس يُظهر أن عدم فعالية القبة الحديدية أدى في بعض الحالات إلى إصابة صواريخ إيرانية مناطق استراتيجية. وأكدت مصادر أمريكية، طلبت عدم الكشف عن هويتها وقوع ما لا يقل عن 10 إصابات مؤكدة رفضت إسرائيل الكشف عنها.

ويشير التقرير أيضًا إلى أن بعض صواريخ الحرس الثوري الإيراني، وخاصة الصواريخ الدقيقة عالية الدقة، قد اخترقت الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية. وهذا لا يزيد فقط من المصداقية الاستراتيجية لقدرات إيران الصاروخية، بل يُشير أيضًا إلى ضعف في أنظمة الدفاع الإسرائيلية.

الفجوة الاستخباراتية والأمنية في الهيكل العسكري الإسرائيلي
إن نشر هذا التقرير، من قِبل وسيلة إعلامية مرموقة وراسخة مثل هآرتس، التي تُعتبر غالبًا إحدى وسائل الإعلام المستقلة في إسرائيل، له تداعيات محلية كبيرة. يشير هذا إلى تناقض عميق أو إخفاء متعمد في المعلومات العسكرية للنظام الصهيوني. في خضم الصراعات العسكرية تُعد شفافية المعلومات أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على ثقة الجمهور والاستقرار النفسي للمجتمع.

إن إخفاء حقيقة إصابة الصواريخ يمكن أن يُقوّض بشكل خطير الأمن النفسي للمجتمع الإسرائيلي على المدى الطويل، إذ يشعر المواطنون بأن الحكومة والجيش لا يتحليان بالصدق في عرض الصورة الحقيقية للتهديدات والقدرات الدفاعية. يُعد هذا النهج جزءًا من حرب سردية يحاول فيها كلا الجانبين السيطرة على المعلومات وتوجيه الرأي العام لصالحهما. ولكن عندما تنشر وسائل الإعلام المحلية معلومات تتعارض مع الرواية الرسمية، فإن مصداقية الأجهزة الأمنية والعسكرية تتضرر بشدة، وتُخلق فجوة عميقة في ثقة الجمهور.

التكاليف العسكرية الباهظة
إحدى النقاط الرئيسية في تقرير صحيفة هآرتس هي الإشارة إلى التكاليف العسكرية لإسرائيل في حرب الـ 12 يومًا. تتراوح تكلفة كل صاروخ اعترضته القبة الحديدية بين 40 ألفًا و100 ألف دولار، بينما الصواريخ الإيرانية أرخص بكثير. تشير التقديرات إلى أن إسرائيل أنفقت أكثر من ملياري دولار على الدفاع الصاروخي في هذه الحرب وحدها. ويأتي هذا في وقتٍ يواجه فيه الاقتصاد الإسرائيلي تحدياتٍ جسيمة في السنوات الأخيرة، وقد زاد الإنفاق العسكري المتزايد من الضغط على ميزانية النظام. ويعتقد بعض المحللين أن استمرار هذا التوجه سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار المالي لإسرائيل على المدى الطويل.

تعزيز المصداقية الاستراتيجية لقدرات إيران الصاروخية
سيكون لنشر معلومات جديدة حول نجاح الصواريخ الإيرانية، وخاصة صواريخ الحرس الثوري الإسلامي الموجهة بدقة، تأثير كبير على التصور العالمي لقدرات الجمهورية الإسلامية الدفاعية. حتى الآن، ركزت معظم الروايات على النجاح النسبي لأنظمة الدفاع الإسرائيلية ضد الصواريخ الإيرانية وصواريخ حلفائها. ومع ذلك يُظهر هذا التقرير أن إيران ليست قادرة فقط على إنتاج صواريخ عالية الدقة بل يمكنها أيضًا خداع أو تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتقدمة.

يمنح هذا الواقع الجديد قدرات إيران الصاروخية مصداقية استراتيجية ويعزز مكانتها في المعادلات الإقليمية والعالمية. ستُعتبر قدرة إيران على فرض تكاليف وأضرار جسيمة في الأراضي المحتلة، حتى مع عدد محدود من الضربات الناجحة، رادعًا قويًا وقد تؤثر على الحسابات الاستراتيجية للقوى الإقليمية والدولية. وهذا مهم بشكل خاص فيما يتعلق بصواريخ إيران الموجهة بدقة، القادرة على استهداف الأهداف الاستراتيجية بدقة .(1)

في الختام، لا يُعد تقرير صحيفة هآرتس حول الصواريخ الإيرانية التي ضربت الأراضي المحتلة خلال حرب الأيام الاثني عشر مجرد خبر، بل هو تسريب معلوماتي مهم يُلقي الضوء على جوانب مختلفة من الحرب السرية والعلنية في الشرق الأوسط. ولا يُفاقم التقرير الشكوك حول فعالية أنظمة الدفاع الإسرائيلية ويُبرز الثغرات الاستخباراتية والأمنية في البنية العسكرية للنظام فحسب، بل يُبرز أيضًا العبء المالي الثقيل للدفاع.

والأهم من ذلك، أن هذا التسريب يُعزز بشكل كبير المصداقية الاستراتيجية لقدرات إيران الصاروخية، وسيكون له تأثير كبير على تصديق الرواية الصحيحة في المنطقة وخارجها. في المستقبل يجب على المحللين العسكريين وصناع القرار إعادة النظر في استراتيجياتهم في ضوء هذه الحقائق الجديدة حيث أن نفاذية القبة الحديدية وعدم قدرتها على إخفاء جميع الأضرار قد غيّرت معادلة القوة بشكل كبير.


محمد صالح قرباني

1- https://www.haaretz.com/israel-news/security-aviation/2025-07-01/ty-article/.premium/500-missiles-200-interceptors-5-billion-shekels-numbers-behind-irans-attacks-on-israel/00000197-c712-da1d-a5ff-e716a0680000
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال