IUVM Press - أفضل التحليلات والأخبار العالمية الهامة

IUVM Press - أفضل التحليلات والأخبار العالمية الهامة

دليل هزيمة الولايات المتحدة!

Sunday, December 28, 2025

اعتمدت الاستراتيجية العسكرية الأمريكية ولمدة عقود من الزمن على عامل التفوق المطلق في البحر والجو، و لطالما اعتبرت الولايات المتحدة نفسها القوة العسكرية الرائدة عالميًا في البحر والجو.

اعتمدت الاستراتيجية العسكرية الأمريكية ولمدة عقود من الزمن على عامل التفوق المطلق في البحر والجو، و لطالما اعتبرت الولايات المتحدة نفسها القوة العسكرية الرائدة عالميًا في البحر والجو. لكن يبدو أن هذا لم يعد صحيحًا، وأن الولايات المتحدة لم تعد قوة لا تُقهر في البحر. هذا ما تؤكده وثائق مسربة من البنتاغون وقد أشار وزير الدفاع الأمريكي أيضًا إلى أن الولايات المتحدة هُزمت أمام الصين في جميع سيناريوهات محاكاة الحرب، وهذا بمثابة جرس إنذار خطير للولايات المتحدة يجب أن تأخذه على محمل الجد وتفكر في حل له.

الوثيقة المثبتة المسربة من البنتاغون تُظهر بوضوح نقاط الضعف الهيكلية والاستراتيجية والسياسية للصناعات الدفاعية والعسكرية الأمريكية في مواجهة الصين. و يُشير مصطلح "التفوق" في الأدبيات العسكرية إلى حالة يمتلك فيها أحد الطرفين قوة نارية وتكنولوجيا وتكتيكات متفوقة على العدو. النقطة المهمة هنا هي أن هذه الوثيقة تُحذر من أن الولايات المتحدة لم تعد تمتلك هذا "التفوق"، بل الصين هي من حققته. بحسب تفاصيل هذه الوثيقة، ستُهزم الولايات المتحدة أمام الصين في جميع السيناريوهات المحتملة، ما يُمثل ضربة قوية لها. ووفقًا لمحاكاة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية على مدى سنوات، يستطيع جيش التحرير الشعبي الصيني تدمير خطوط الدفاع والاستراتيجية للجيش والبحرية الأمريكية بسهولة.[1]

لطالما استعرضت الولايات المتحدة قوتها البحرية بإرسال مجموعات ضاربة، لكن في قضية تايوان تُمثل هذه السفن نقطة ضعف أمريكية بل هي في الواقع بمثابة نعوش متحركة للصين. ولمواجهة هذه السفن فكرت الصين في تحديد نقاط ضعفها وإيجاد طرق جديدة لإلحاق الضرر بها. وفي هذا السياق مكّن تطوير تقنيات فرط الصوت الصين من تحويل حاملات الطائرات الأمريكية إلى أهداف قابلة للاعتراض. تستطيع الصين إغراق حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد آر فورد" التي تضم أكثر من 5000 بحار وقوات نخبة وإرسالها إلى قاع البحر بتكلفة زهيدة مقابل رأس مال يتجاوز 13 مليار دولار.

في الواقع، يُشير هذا الحدث إلى فشل الاستراتيجية البحرية الأمريكية في شرق آسيا. بالإضافة إلى ذلك فإن هيمنة الصين المعلوماتية على المنطقة ستجعل الوضع جحيماً للولايات المتحدة عملياً مع خسائر فادحة مما سيؤدي إلى انهيار خطوط الدفاع العسكرية الأمريكية.[[2](https://www.the-independent.com/asia/china/china-us-military-taiwan-war-us-leak-report-b2882501.html]

يُظهر مجمل هذه الأحداث أن الولايات المتحدة تواجه عدة مشاكل رئيسية. أولها احتمال التورط المباشر في الحرب، ونظراً لوجود السفن الأمريكية ضمن مدى الصواريخ الصينية، يجب أن تكون على مسافة آمنة للحفاظ على سلامتها وهي مسافة تزيد عن ٢٠٠٠ كيلومتر من تايوان. هذا يعني أنها ليست طرفاً فعلياً في الصراع ولا تمتلك طائرات البحرية الأمريكية المقاتلة مدى عملياتي على هذه المسافة، لذا يبدو أن الجيش الأمريكي لا يمتلك القدرة على الاشتباك المباشر مع الجيش الصيني ولن يلعب أسطول البحرية الأمريكية دوراً جديا ً في هذه الحرب المحتملة[3].

إضافةً إلى ذلك، تُعدّ مسألة الإمداد اللوجستي بالغة الأهمية. فتايوان قريبة من الصين ولن تواجه مشاكل تُذكر في إمدادها بالمعدات. في المقابل تقع أقرب القواعد العسكرية الأمريكية في اليابان وقاعدة غوام الجوية، على بُعد أكثر من ألف كيلومتر من موقع النزاع. كما أنها تقع ضمن مدى الصواريخ الصينية، ما يعني أن الجيش الأمريكي قد يواجه صعوبات جمّة في إمداده بالمعدات.

علاوةً على ذلك تشير الدراسات إلى أن الجيش الأمريكي سيستهلك ذخيرته الرئيسية في غضون سبعة أيام كحد أقصى، وقدرته على توفير بدائل لها تقع محل شك. في الواقع أدّى تعقيد هيكل صنع القرار والسياسات الخاطئة للولايات المتحدة في الصناعة العسكرية إلى إدراكها التام بأن استراتيجية الردع التقليدية لم تعد حلاً فعالاً، وأن على الولايات المتحدة السعي لإصلاح هيكل [4]صناعتها العسكرية. هذا النهج يعني أنها لن تتدخل في قضية تايوان بشكل مباشر. ويبدو أن السياسة الأمريكية تتمثل في تعزيز تايوان وتجهيزها على نطاق واسع لمواجهة الصين، ومن ثمّ تتحداها من هذه البوابة، يتبنى الطرفان نفس النهج تجاه الصين الذي اتبعاه تجاه روسيا في أوكرانيا لكن الفرق الجوهري يكمن في التكنولوجيا واللوجستيات وفي تجارب الحرب الأوكرانية التي استفاد منها كلا الجانبين.

لذا، فإن الولايات المتحدة غير قادرة على مواجهة الصين مباشرةً في الوقت الراهن، وهي أقرب إلى نمر من ورق في بحر الصين منها إلى قوة بحرية عظمى. ولاستعادة قدرتها على الردع يجب عليها أن تُضمّن سياساتها الكلية استراتيجيات الدفاع والأمن القومي، وأن تُركّز على الابتكار والتقنيات الجديدة، لتعويض هذا النقص في التكنولوجيا واللوجستيات وإلا فلن تبقى قوة مطلقة لا تُضاهى.

أمين مهدوي

مقالات ذات صلة
بغداد تقترب من حصر السلاح

بغداد تقترب من حصر السلاح

عرض المزيد →
هيئة تحريرالشام بين الوعود والتنفيذ

هيئة تحريرالشام بين الوعود والتنفيذ

عرض المزيد →
اجتماع فلوريدا في ظل خلافات عميقة

اجتماع فلوريدا في ظل خلافات عميقة

عرض المزيد →
أمريكا تتخلف عن تطوير قوتها العسكرية!

أمريكا تتخلف عن تطوير قوتها العسكرية!

عرض المزيد →
التعليقات